قصيدة نزار قباني علي العراق تفضل ياعراقي
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
قصيدة نزار قباني علي العراق تفضل ياعراقي
مرحباً، مرحباً.. أتعـرفُ وجهـاًحفـرتـهُ الأيّــامُ والأنــواءُ؟
أكلَ الحبُّ مـن حشاشـةِ قلبـيوالبقايـا تقاسمتـهـا النـسـاءُ
كـلُّ أحبابـي القدامـى نسَونـيلا نُـوارَ تجـيـبُ أو عـفـراءُ
فالشـفـاهُ المطيّـبـاتُ رمــادٌوخيامُ الهـوى رماهـا الهـواءُ
سكنَ الحـزنُ كالعصافيـرِ قلبـيفالأسـى خمـرةٌ وقلبـي الإنـاءُ
أنا جـرحٌ يمشـي علـى قدميـهِوخيولـي قـد هدَّهـا الإعـيـاءُ
فجراحُ الحسينِ بعـضُ جراحـيوبصدري مـن الأسـى كربـلاءُ
وأنا الحزنُ من زمـانٍ صديقـيوقليلٌ فـي عصرنـا الأصدقـاءُ
مرحبـاً يـا عراقُ،كيـفَ العبـاءاتُ وكيفَ المها.. وكيفَ الظباءُ؟
مرحباً يا عراقُ.. هـل نسيَتنـيبعـدَ طـولِ السنيـنِ سامـرّاءُ؟
مرحباً يا جسورُ يا نخـلُ يـا نهرُ وأهلاً يا عشبُ... يـا أفيـاءُ
كيفَ أحبابُنا علـى ضفـةِ النـهرِ وكيـفَ البسـاطُ والنـدمـاءُ؟
كان عنـدي هنـا أميـرةُ حـبٍّثم ضاعـت أميرتـي الحسنـاءُ
أينَ وجهٌ فـي الأعظميّـةِ حلـوٌلو رأتـهُ تغـارُ منـهُ السمـاءُ؟
إننـي السندبـادُ.. مزّقـهُ البـحرُ و عينـا حبيبـتـي الميـنـاءُ
مضغَ الموجُ مركبـي.. وجبينـيثقبتـهُ العـواصـفُ الهـوجـاءُ
إنَّ في داخلي عصوراً من الحـزنِ فهل لي إلى العـراقِ التجـاءُ؟
وأنـا العاشـقُ الكبيـرُ.. ولكـنليـس تكفـي دفاتـري الزرقـاءُ
يا حزيرانُ.ما الذي فعـلَ الشـعرُ؟ وما الذي أعطى لنا الشعراءُ؟
الدواويـنُ فـي يدينـا طـروحٌوالتعابـيـرُ كلُّـهـا إنـشــاءُ
كلُّ عـامٍ نأتـي لسـوقِ عكـاظٍوعلينـا العمـائـمُ الخـضـراءُ
ونهزُّ الـرؤوسَ مثـل الـدراويشِ ...و بالنار تكتـوي سينـاءُ
كلُّ عـامٍ نأتـي.. فهـذا جريـرٌيتغـنّـى.. وهــذهِ الخنـسـاءُ
لم نزَل، لم نزَل نمصمصُ قشـراًوفلسطيـنُ خضّبتهـا الـدمـاءُ
يا حزيـرانُ.. أنـتَ أكبـرُ منّـاوأبٌ أنـتَ مــا لــهُ أبـنـاءُ
لـو ملكنـا بقيّـةً مـن إبــاءٍلانتخيـنـا.. لكنـنـا جبـنـاءُ
يـا عصـورَ المعلّقـاتِ ملَلـنـاومن الجسـمِ قـد يمـلُّ الـرداءُ
نصفُ أشعارنـا نقـوشٌ ومـاذاينفعُ النقشُ حين يهوي البنـاءُ؟
ذبحتنـا الفسيفسـاءُ عـصـوراًوالدُّمـى والزخـارفُ البلـهـاءُ
نرفضُ الشعرَ كيميـاءً وسحـراًقتلتـنـا القصـيـدةُ الكيمـيـاءُ
نرفضُ الشعـرَ مسرحـاً ملكيـاًمـن كراسيـهِ يحـرمُ البسطـاءُ
نرفضُ الشعرَ أن يكـونَ حصانـاًيمتطيـهِ الطـغـاةُ والأقـويـاءُ
نرفضُ الشعـرَ عتمـةً ورمـوزاًكيف تسطيعُ أن تـرى الظلمـاءُ؟
نرفـضُ الشعـرَ أرنبـاً خشبيّـاًلا طـمـوحَ لــهُ ولا أهــواءُ
نرفضُ الشعرَ في قهـوةِ الشـعر.. دخـانٌ أيّامهـم.. وارتخـاءُ
شعرُنا اليومَ يحفرُ الشمسَ حفـراًبيديـهِ.. فكـلُّ شـيءٍ مُـضـاءُ
شعرنا اليـومَ هجمـةٌ واكتشـافٌلا خطـوطَ كوفـيّـةً ، وحِــداءُ
كلُّ شعـرٍ معاصـرٍ ليـسَ فيـهِغصبُ العصـرِ نملـةٌ عرجـاءُ
ما هوَ الشعـرُ إن غـدا بهلوانـاًيتسـلّـى برقـصـهِ الخُلـفـاءُ
ما هو الشعرُ.. حينَ يصبحُ فـأراًكِسرةُ الخبـزِ –هَمُّـهُ- والغِـذاءُ
وإذا أصبـحَ المفـكِّـرُ بُـوقـاًيستوي الفكرُ عندهـا والحـذاءُ
يُصلبُ الأنبيـاءُ مـن أجـل رأيٍفلمـاذا لا يصلـبَ الشـعـراءُ؟
الفدائيُّ وحـدهُ.. يكتـبُ الشـعرَ و كـلُّ الـذي كتبنـاهُ هـراءُ
إنّـهُ الكاتـبُ الحقيقـيُّ للعـصرِ ونحـنُ الحُجَّـابُ والأجــراءُ
عندمـا تبـدأُ البنـادقُ بالـعـزفِ تمـوتُ القصائـدُ العصمـاءُ
مـا لنـا؟ مالنـا نلـومُ حزيـرانَ و فـي الإثـمِ كلُّنـا شركـاءُ؟
من هم الأبريـاءُ؟ نحـنُ جميعـاًحاملـو عــارهِ ولا استثـنـاءُ
عقلُنـا، فكرُنـا، هـزالُ أغانـينـا رؤانـا، أقوالُنـا الجـوفـاءُ
نثرُنا، شعرُنا، جرائدُنـا الصـفراء والحبرُ والحـروفُ الإمـاءُ
البطـولاتُ موقـفٌ مسـرحـيٌّووجــوهُ الممثلـيـنَ طــلاءُ
وفلسطـيـنُ بينـهـم كـمـزادٍكـلُّ شـارٍ يزيـدُ حيـن يشـاءُ
وحدويّـون! والبـلادُ شظـايـاكلُّ جـزءٍ مـن لحمهـا أجـزاءُ
ماركسيّونَ! والجماهيـرُ تشقـىفلمـاذا لا يشـبـعُ الفـقـراءُ؟
قرشيّـونَ! لـو رأتهـم قريـشٌلاستجارت مـن رملِهـا البيـداءُ
لا يميـنٌ يجيـرُنـا أو يـسـارٌتحتَ حدِّ السكيـنِ نحـنُ سـواءُ
لو قرأنا التاريخَ ما ضاعتِ القـدسُ وضاعت من قبلها "الحمراءُ"..
يا فلسطينُ، لا تزاليـنَ عطشـىوعلى الزيـتِ نامـتِ الصحـراءُ
العبـاءاتُ.. كلُّهـا مـن حريـرٍوالليالـي رخيـصـةٌ حـمـراءُ
يا فلسطيـنُ، لا تنـادي عليهـمقد تسـاوى الأمـواتُ والأحيـاءُ
قتلَ النفطُ ما بهـم مـن سجايـاولقـد يقتـلُ الثـريَّ الـثـراءُ
يا فلسطيـنُ، لا تنـادي قريشـاًفقريـشٌ ماتـت بهـا الخيَـلاءُ
لا تنادي الرجالَ من عبدِ شمـسٍلا تنادي.. لم يبـقَ إلا النسـاءُ
ذروةُ الموتِ أن تموتَ المـروءاتُ ويمشي إلى الـوراءِ الـوراءُ
مـرَّ عامـانِ والغـزاةُ مقيمـونَ و تاريـخُ أمتـي... أشــلاءُ
مرَّ عامـانِ.. والمسيـحُ أسيـرٌفي يديهـم.. و مريـمُ العـذراءُ
مـرَّ عامـانِ.. والمـآذنُ تبكـيو النواقيـسُ كلُّـهـا خـرسـاءُ
أيُّها الراكعونَ فـي معبـدِ الحـرفِ كفانـا الـدوارُ والإغـمـاءُ
مزِّقوا جُبَّـةَ الدراويـشِ عنكـمواخلعوا الصوفَ أيُّهـا الأتقيـاءُ
اتركـوا أولياءَنـا بـسـلامٍ أيُّأرضٍ أعـادهــا الأولـيــاءُ؟
في فمي يا عراقُ.. مـاءٌ كثيـرٌكيفَ يشكو من كانَ في فيهِ ماءُ؟
زعمـوا أننـي طعنـتُ بـلاديوأنـا الحـبُّ كـلُّـهُ والـوفـاءُ
أيريـدونَ أن أمُـصَّ نزيـفـي؟لا جـدارٌ أنــا و لا ببـغـاءُ!
أنـا حريَّتـي... فـإن سرقوهـاتسقـطِ الأرضُ كلُّهـا والسمـاءُ
ما احترفتُ النِّفاقَ يوماً وشعـريما اشتـراهُ الملـوكُ والأمـراءُ
كلُّ حـرفٍ كتبتـهُ كـانَ سيفـاًعربيّـاً يشـعُّ منـهُ الضـيـاءُ
وقليـلٌ مــن الـكـلامِ نـقـيٌّوكثيـرٌ مـن الـكـلامِ بـغـاءُ
كم أُعانـي ممـا كتبـتُ عذابـاًويعانـي فـي شرقنـا الشرفـاءُ
وجعُ الحـرفِ رائـعٌ.. أوَتشكـوللبساتـيـنِ وردةٌ حـمــراءُ؟
كلُّ من قاتلـوا بحـرفٍ شجـاعٍثـم ماتـوا.. فإنهـم شـهـداءُ
لا تعاقب يا ربِّ مـن رجمونـيواعـفُ عنهـم لأنّهـم جهـلاءُ
إن حبّي لـلأرضِ حـبٌّ بصيـرٌوهواهـم عـواطـفٌ عمـيـاءُ
إن أكُن قد كويـتُ لحـمَ بـلاديفمن الكـيِّ قـد يجـيءُ الشفـاءُ
من بحارِ الأسى، وليـلِ اليتامـىتطلـعُ الآنَ زهــرةٌ بيـضـاءُ
ويطـلُّ الفـداءُ شمسـاً علينـاما عسانا نكونُ.. لـولا الفـداءُ
من جـراحِ المناضليـنَ.. وُلدنـاومـنَ الجـرحِ تولـدُ الكبريـاءُ
قبلَهُـم، لـم يكـن هنالـكَ قبـلٌابتداءُ التاريخِ من يـومِ جـاؤوا
هبطـوا فـوقَ أرضنـا أنبيـاءًبعـد أن مـاتَ عندنـا الأنبيـاءُ
أنقذوا ماءَ وجهنـا يـومَ لاحـوافأضـاءت وجوهُنـا الـسـوداءُ
منحونـا إلـى الحيـاةِ جــوازاًلـم تكُـن قبلَهـم لنـا أسمـاءُ
أصدقـاءُ الحـروفِ لا تعذلونـيإن تفجّـرتُ أيُّهـا الأصـدقـاءُ
إنني أخـزنُ الرعـودَ بصـدريمثلما يخـزنُ الرعـودَ الشتـاءُ
أنا ما جئتُ كـي أكـونَ خطيبـاًفبـلادي أضاعَـهـا الخُطـبـاءُ
إنني رافضٌ زمانـي وعصـريومـن الرفـضِ تولـدُ الأشيـاءُ
أصدقائي.. حكيتُ ما ليسَ يُحكـىو شفيعي... طفولتـي والنقـاءُ
إننـي قـادمٌ إليكـم.. وقلـبـيفـوقَ كفّـي حمامـةٌ بيـضـاءُ
إفهموني.. فما أنـا غيـرُ طفـلٍفـوقَ عينيـهِ يستحـمُّ المسـاءُ
أنا لا أعـرفُ ازدواجيّـةَ الفـكرِ فنفسـي.. بحيـرةٌ زرقــاءُ
لبلادي شعري.. ولسـتُ أبالـيرفصتـهُ أم باركتـهُ السمـاءُ..
أرجوك يا قارئها أن تنسقها
من قصائد نزار قباني
أكلَ الحبُّ مـن حشاشـةِ قلبـيوالبقايـا تقاسمتـهـا النـسـاءُ
كـلُّ أحبابـي القدامـى نسَونـيلا نُـوارَ تجـيـبُ أو عـفـراءُ
فالشـفـاهُ المطيّـبـاتُ رمــادٌوخيامُ الهـوى رماهـا الهـواءُ
سكنَ الحـزنُ كالعصافيـرِ قلبـيفالأسـى خمـرةٌ وقلبـي الإنـاءُ
أنا جـرحٌ يمشـي علـى قدميـهِوخيولـي قـد هدَّهـا الإعـيـاءُ
فجراحُ الحسينِ بعـضُ جراحـيوبصدري مـن الأسـى كربـلاءُ
وأنا الحزنُ من زمـانٍ صديقـيوقليلٌ فـي عصرنـا الأصدقـاءُ
مرحبـاً يـا عراقُ،كيـفَ العبـاءاتُ وكيفَ المها.. وكيفَ الظباءُ؟
مرحباً يا عراقُ.. هـل نسيَتنـيبعـدَ طـولِ السنيـنِ سامـرّاءُ؟
مرحباً يا جسورُ يا نخـلُ يـا نهرُ وأهلاً يا عشبُ... يـا أفيـاءُ
كيفَ أحبابُنا علـى ضفـةِ النـهرِ وكيـفَ البسـاطُ والنـدمـاءُ؟
كان عنـدي هنـا أميـرةُ حـبٍّثم ضاعـت أميرتـي الحسنـاءُ
أينَ وجهٌ فـي الأعظميّـةِ حلـوٌلو رأتـهُ تغـارُ منـهُ السمـاءُ؟
إننـي السندبـادُ.. مزّقـهُ البـحرُ و عينـا حبيبـتـي الميـنـاءُ
مضغَ الموجُ مركبـي.. وجبينـيثقبتـهُ العـواصـفُ الهـوجـاءُ
إنَّ في داخلي عصوراً من الحـزنِ فهل لي إلى العـراقِ التجـاءُ؟
وأنـا العاشـقُ الكبيـرُ.. ولكـنليـس تكفـي دفاتـري الزرقـاءُ
يا حزيرانُ.ما الذي فعـلَ الشـعرُ؟ وما الذي أعطى لنا الشعراءُ؟
الدواويـنُ فـي يدينـا طـروحٌوالتعابـيـرُ كلُّـهـا إنـشــاءُ
كلُّ عـامٍ نأتـي لسـوقِ عكـاظٍوعلينـا العمـائـمُ الخـضـراءُ
ونهزُّ الـرؤوسَ مثـل الـدراويشِ ...و بالنار تكتـوي سينـاءُ
كلُّ عـامٍ نأتـي.. فهـذا جريـرٌيتغـنّـى.. وهــذهِ الخنـسـاءُ
لم نزَل، لم نزَل نمصمصُ قشـراًوفلسطيـنُ خضّبتهـا الـدمـاءُ
يا حزيـرانُ.. أنـتَ أكبـرُ منّـاوأبٌ أنـتَ مــا لــهُ أبـنـاءُ
لـو ملكنـا بقيّـةً مـن إبــاءٍلانتخيـنـا.. لكنـنـا جبـنـاءُ
يـا عصـورَ المعلّقـاتِ ملَلـنـاومن الجسـمِ قـد يمـلُّ الـرداءُ
نصفُ أشعارنـا نقـوشٌ ومـاذاينفعُ النقشُ حين يهوي البنـاءُ؟
ذبحتنـا الفسيفسـاءُ عـصـوراًوالدُّمـى والزخـارفُ البلـهـاءُ
نرفضُ الشعرَ كيميـاءً وسحـراًقتلتـنـا القصـيـدةُ الكيمـيـاءُ
نرفضُ الشعـرَ مسرحـاً ملكيـاًمـن كراسيـهِ يحـرمُ البسطـاءُ
نرفضُ الشعرَ أن يكـونَ حصانـاًيمتطيـهِ الطـغـاةُ والأقـويـاءُ
نرفضُ الشعـرَ عتمـةً ورمـوزاًكيف تسطيعُ أن تـرى الظلمـاءُ؟
نرفـضُ الشعـرَ أرنبـاً خشبيّـاًلا طـمـوحَ لــهُ ولا أهــواءُ
نرفضُ الشعرَ في قهـوةِ الشـعر.. دخـانٌ أيّامهـم.. وارتخـاءُ
شعرُنا اليومَ يحفرُ الشمسَ حفـراًبيديـهِ.. فكـلُّ شـيءٍ مُـضـاءُ
شعرنا اليـومَ هجمـةٌ واكتشـافٌلا خطـوطَ كوفـيّـةً ، وحِــداءُ
كلُّ شعـرٍ معاصـرٍ ليـسَ فيـهِغصبُ العصـرِ نملـةٌ عرجـاءُ
ما هوَ الشعـرُ إن غـدا بهلوانـاًيتسـلّـى برقـصـهِ الخُلـفـاءُ
ما هو الشعرُ.. حينَ يصبحُ فـأراًكِسرةُ الخبـزِ –هَمُّـهُ- والغِـذاءُ
وإذا أصبـحَ المفـكِّـرُ بُـوقـاًيستوي الفكرُ عندهـا والحـذاءُ
يُصلبُ الأنبيـاءُ مـن أجـل رأيٍفلمـاذا لا يصلـبَ الشـعـراءُ؟
الفدائيُّ وحـدهُ.. يكتـبُ الشـعرَ و كـلُّ الـذي كتبنـاهُ هـراءُ
إنّـهُ الكاتـبُ الحقيقـيُّ للعـصرِ ونحـنُ الحُجَّـابُ والأجــراءُ
عندمـا تبـدأُ البنـادقُ بالـعـزفِ تمـوتُ القصائـدُ العصمـاءُ
مـا لنـا؟ مالنـا نلـومُ حزيـرانَ و فـي الإثـمِ كلُّنـا شركـاءُ؟
من هم الأبريـاءُ؟ نحـنُ جميعـاًحاملـو عــارهِ ولا استثـنـاءُ
عقلُنـا، فكرُنـا، هـزالُ أغانـينـا رؤانـا، أقوالُنـا الجـوفـاءُ
نثرُنا، شعرُنا، جرائدُنـا الصـفراء والحبرُ والحـروفُ الإمـاءُ
البطـولاتُ موقـفٌ مسـرحـيٌّووجــوهُ الممثلـيـنَ طــلاءُ
وفلسطـيـنُ بينـهـم كـمـزادٍكـلُّ شـارٍ يزيـدُ حيـن يشـاءُ
وحدويّـون! والبـلادُ شظـايـاكلُّ جـزءٍ مـن لحمهـا أجـزاءُ
ماركسيّونَ! والجماهيـرُ تشقـىفلمـاذا لا يشـبـعُ الفـقـراءُ؟
قرشيّـونَ! لـو رأتهـم قريـشٌلاستجارت مـن رملِهـا البيـداءُ
لا يميـنٌ يجيـرُنـا أو يـسـارٌتحتَ حدِّ السكيـنِ نحـنُ سـواءُ
لو قرأنا التاريخَ ما ضاعتِ القـدسُ وضاعت من قبلها "الحمراءُ"..
يا فلسطينُ، لا تزاليـنَ عطشـىوعلى الزيـتِ نامـتِ الصحـراءُ
العبـاءاتُ.. كلُّهـا مـن حريـرٍوالليالـي رخيـصـةٌ حـمـراءُ
يا فلسطيـنُ، لا تنـادي عليهـمقد تسـاوى الأمـواتُ والأحيـاءُ
قتلَ النفطُ ما بهـم مـن سجايـاولقـد يقتـلُ الثـريَّ الـثـراءُ
يا فلسطيـنُ، لا تنـادي قريشـاًفقريـشٌ ماتـت بهـا الخيَـلاءُ
لا تنادي الرجالَ من عبدِ شمـسٍلا تنادي.. لم يبـقَ إلا النسـاءُ
ذروةُ الموتِ أن تموتَ المـروءاتُ ويمشي إلى الـوراءِ الـوراءُ
مـرَّ عامـانِ والغـزاةُ مقيمـونَ و تاريـخُ أمتـي... أشــلاءُ
مرَّ عامـانِ.. والمسيـحُ أسيـرٌفي يديهـم.. و مريـمُ العـذراءُ
مـرَّ عامـانِ.. والمـآذنُ تبكـيو النواقيـسُ كلُّـهـا خـرسـاءُ
أيُّها الراكعونَ فـي معبـدِ الحـرفِ كفانـا الـدوارُ والإغـمـاءُ
مزِّقوا جُبَّـةَ الدراويـشِ عنكـمواخلعوا الصوفَ أيُّهـا الأتقيـاءُ
اتركـوا أولياءَنـا بـسـلامٍ أيُّأرضٍ أعـادهــا الأولـيــاءُ؟
في فمي يا عراقُ.. مـاءٌ كثيـرٌكيفَ يشكو من كانَ في فيهِ ماءُ؟
زعمـوا أننـي طعنـتُ بـلاديوأنـا الحـبُّ كـلُّـهُ والـوفـاءُ
أيريـدونَ أن أمُـصَّ نزيـفـي؟لا جـدارٌ أنــا و لا ببـغـاءُ!
أنـا حريَّتـي... فـإن سرقوهـاتسقـطِ الأرضُ كلُّهـا والسمـاءُ
ما احترفتُ النِّفاقَ يوماً وشعـريما اشتـراهُ الملـوكُ والأمـراءُ
كلُّ حـرفٍ كتبتـهُ كـانَ سيفـاًعربيّـاً يشـعُّ منـهُ الضـيـاءُ
وقليـلٌ مــن الـكـلامِ نـقـيٌّوكثيـرٌ مـن الـكـلامِ بـغـاءُ
كم أُعانـي ممـا كتبـتُ عذابـاًويعانـي فـي شرقنـا الشرفـاءُ
وجعُ الحـرفِ رائـعٌ.. أوَتشكـوللبساتـيـنِ وردةٌ حـمــراءُ؟
كلُّ من قاتلـوا بحـرفٍ شجـاعٍثـم ماتـوا.. فإنهـم شـهـداءُ
لا تعاقب يا ربِّ مـن رجمونـيواعـفُ عنهـم لأنّهـم جهـلاءُ
إن حبّي لـلأرضِ حـبٌّ بصيـرٌوهواهـم عـواطـفٌ عمـيـاءُ
إن أكُن قد كويـتُ لحـمَ بـلاديفمن الكـيِّ قـد يجـيءُ الشفـاءُ
من بحارِ الأسى، وليـلِ اليتامـىتطلـعُ الآنَ زهــرةٌ بيـضـاءُ
ويطـلُّ الفـداءُ شمسـاً علينـاما عسانا نكونُ.. لـولا الفـداءُ
من جـراحِ المناضليـنَ.. وُلدنـاومـنَ الجـرحِ تولـدُ الكبريـاءُ
قبلَهُـم، لـم يكـن هنالـكَ قبـلٌابتداءُ التاريخِ من يـومِ جـاؤوا
هبطـوا فـوقَ أرضنـا أنبيـاءًبعـد أن مـاتَ عندنـا الأنبيـاءُ
أنقذوا ماءَ وجهنـا يـومَ لاحـوافأضـاءت وجوهُنـا الـسـوداءُ
منحونـا إلـى الحيـاةِ جــوازاًلـم تكُـن قبلَهـم لنـا أسمـاءُ
أصدقـاءُ الحـروفِ لا تعذلونـيإن تفجّـرتُ أيُّهـا الأصـدقـاءُ
إنني أخـزنُ الرعـودَ بصـدريمثلما يخـزنُ الرعـودَ الشتـاءُ
أنا ما جئتُ كـي أكـونَ خطيبـاًفبـلادي أضاعَـهـا الخُطـبـاءُ
إنني رافضٌ زمانـي وعصـريومـن الرفـضِ تولـدُ الأشيـاءُ
أصدقائي.. حكيتُ ما ليسَ يُحكـىو شفيعي... طفولتـي والنقـاءُ
إننـي قـادمٌ إليكـم.. وقلـبـيفـوقَ كفّـي حمامـةٌ بيـضـاءُ
إفهموني.. فما أنـا غيـرُ طفـلٍفـوقَ عينيـهِ يستحـمُّ المسـاءُ
أنا لا أعـرفُ ازدواجيّـةَ الفـكرِ فنفسـي.. بحيـرةٌ زرقــاءُ
لبلادي شعري.. ولسـتُ أبالـيرفصتـهُ أم باركتـهُ السمـاءُ..
أرجوك يا قارئها أن تنسقها
من قصائد نزار قباني
enrique- عضو مميز
- عدد الرسائل : 379
العمر : 34
العمل/الترفيه : طالب
المزاج : ريايق كتير كتير
رقم العضوية : 10
المهنة : :
الهواية : :
تاريخ التسجيل : 16/04/2008
مواضيع مماثلة
» بتحب الآيس كريم .. تفضل ...
» أسماء بنات في قصيدة شعر رائعة
» المسيحيون في العراق يرفضون الحكم الذاتي
» أسماء بنات في قصيدة شعر رائعة
» المسيحيون في العراق يرفضون الحكم الذاتي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى