انت تسال وابن الهيثم يجيب

عنيفة، ينتجعنها الانفجار.

المصير المحتوم لهذا الكون
قال الله عز وجل: {يوم نطوي السماء كطي السجل للكتاب، كما بدأنا أول خلق نعيدهوعداً علينا إنا كنا فاعلين} (الأنبياء)، من المعروف أن فعل الجاذبية الكونية تعملعلى تقليص حجم الكون بينما قوة الدفع الناتجة عن الانفجار العظيم تعمل على تمديده،فإذن هما قوتان متعاكستان، فإذا كانت كثافة الكون عالية فإن قوة الجاذبية هي التيستتغلب على قوة النشر، وبالتالي فإن عملية توسيع الكون ستتوقف لتحل محلها عمليةالتقليص، والعمليتان معا تدخل في إطار ما يعرف بنظريات الكون الثلاث وهي الاحتمالاتالمستقبلية التي سيكون عليها الكون، وذلك انطلاقا من النظرية النسبية العامةلاينشتاين التي تبين أن المادة تعمل على تحدب الفضاء والكون ، و هذه الاحتمالاتالنظريات هي:

1- نظرية الكون المغلق: يتزعم هذا التيار العالم الفلكيالإنجليزي طوماس كولد وتعتمد نظريته على أن كثافة الكون هي أكبر من الكثافة الحرجة،وهكذا سينطوي الكون على نفسه بعد أن يتوقف تمدده الحالي، ليعود إلى الحالة التي كانعليها لحظة انفجاره، أي أنه سيتقلص تدريجياً إلى أن ينطبق على نفسه في نهاية المطافوتسمى هذه الظاهرة بظاهرة الرتق الأعظم (big crunch)، التي جاء فيها: "عندما يصلالكون إلى حده الأقصى فإنه سيعود للتقلص، وبالتالي سيعود عقرب الساعة في الاتجاهالمعاكس متقهقرا إلى الوراء"

2- نظرية الكون المفتوح: يتزعم هذا التيارالفلكيان"باراوو سيلك"، تعتمد هذه النظرية على ضعف كثافة الكون لتكون أقل منالكثافة الحرجة، ولقد توصلا إلى حساب كثافة الكون الحالية أي 50 مرة أقل من الكثافةالحرجة، فيكون بذلك قوة الانفجار أكبر من القوة الحرجة، وهكذا سيصبح الكون مفتوحا،أي أنه سيمتد إلى ما لا نهاية وينتهي مساره في ظلام دامس.

3- نظرية الكونالساكن: ويتزعم هذا التيار "فريدهويل"، إذا كانت كثافة الكون تساوي الكثافة الحرجةأي أن قوة الانفجار تساوي قوة الجاذبية الكونية، هذا سيؤدي إلى تمدد بطيء في الكونويتضاءل انتشاره شيئا فشيئا، إلى أن تنعدم وهكذا سيقف توسع الكون ويثبت عند حجممعين وثابت.

ولقد استقر رأي العلماء على أن الكون له كتلة ضعيفة، ولايمكنها أن تولد قوة جاذبيية أكبر من قوة الانفجار الأعظم وأن مصيره سيكون مفتوحاًً،بينما أخبرنا القرآن الكريم عن حقيقة لا مفر منها تتحدى هذه نظرية، إنها الحقيقةالأقوم {يوم نطوي السماء كطي السجل للكتاب، كما بدأنا أول خلق نعيده، وعدا علينا،إنا كنا فاعلين} أي أن الكون سيعود من حيث أتى وسيطوى على نفسه إلى أن يطبق ويصلإلى الرتق الأعظم، وهذا إعجاز قرآني واضح لمن أراد الحقيقة الربانية والإيمانبالآيات القرآنية.

النجم النيوتروني
لعل الشئ العجيب في ظاهرة " السوبرنوفا " أنها تسبب في ظهور النجم " النيوتروني ".

النجم النيوتروني هو جسم فضائي شديد الكثافة، يبعث بنبضات راديوية منتظمةودقيقة التوقيت، حتى أن بعض علماء الفلك ظنوا بأن هذه الإشارات صادرة عن كائناتذكية في الكون تحاول الإتصال بنا.

ينشأ النجم النيوتروني من انهيار كتلةنجم تفوق كتلته الشمس بنحو ثلاث مرات، عند حدوث السوبرنوفا. ويؤدي الانفجار الهائلللنجم إلى أن تقلص قوى الجاذبية المادة الباقية إلى جسم صغير جدا، لدرجة أنالإلكترونات تدور ملاصقة لنوى الذرات، دون أن يفصل بينها أي فراغ.

يؤدي هذاالتقارب الشديد إلى تفاعل الإلكترونات مع البروتونات في النواة مكونة نيوترونات. ولهذا يطلق عل المادة المتخلفة عن السوبرنوفا في هذه الحالة " النجم النيوتروني ".

النجوم النيوترونية في حالة دوران سريع حول نفسها، بشكل مذهل، يصل إلىحوالي مائتي مرة في الثانية الواحدة. ويطلق على هذه النجوم " النابضة "، بسبب تلكالنبضات الراديوية المنتظمة التي تنبعث منها. وأشهر نجم نيوتروني هو ذلك الذي يوجدفي سديم السرطان - الذي يبعد عنا بنحو سبعة آلاف سنة ضوئية - والذي تخلف عن انفجارسوبرنوفا، شاهدها فلكيو الصين القدماء في العام 1054 ميلادية.

أنو اع الكسوف
الكسوف ثلاثة أنواع :

1-كسوف كلي: ويحدث عندما يصل ظل القمر إلى سطح الأرضوفي هذه الحالة ينكسف كامل قرص الشمس. ويحدث الكسوف الكلي في مناطق التقاء رأسمخروط ظل القمر بالأرض . ويتخذ الكسوف الكلي مساراً محدداً بسبب حركة الأرض والقمر.

2-كسوف جزئي : ويحدث في المناطق التي يسقط فيها شبه ظل القمر على سطحالأرض. وشبه ظل القمر في هذه الحالة هي المنطقة التي لا يرى كامل قرص الشمس منها أيأن قرص الشمس لن يشاهد كاملاً من هذه المناطق. وتزداد نسبة الكسوف الجزئي عندالاقتراب من منطقة مسار الكسوف الكلي. وفي هذه الحالة ينكسف جزء من قرص الشمس.

3-كسوف حلقي : ويحدث عندما يكون القمر في نقطة أبعد عن الأرض (لأن مسارالقمر حول الأرض بيضاوي وليس دائريا) فيكون قرص القمر أصغر من أن يحجب كامل قرصالشمس، وفي هذه الحالة لايصل رأس مخروط ظل القمر إلى سطح الأرض، فينكسف قرص الشمسمن الوسط في مناطق الأرض التي تقع أسفل رأس المخروط
عندما يغطي القمر قرص الشمس
كيف يستطيع جرم سماوي صغير مثل القمر قطره 3473 كم، أن يغطي نجما هائلا مثل الشمسقطره يزيد على مليون و 392 ألف كيلومتر، أي أكبر من القمر بحوالي 400 مرة؟.. ففيالكسوف الكلي للشمس يستطيع القمر أن يحجب قرص الشمس، ويسود الظلام في وسط النهار،فنشاهد فيه النجوم في السماء!

السبب يكمن في حقيقة مهمة.. فرغم أن قطرالشمس يزيد 400 مرة قدر قطر القمر، لكنه يظهر مشابها له في الحجم أثناء الكسوفالكلي.. لأن بعد الشمس عن الأرض ما بين 367 و 417 قدر بعد القمر.. وعندما يكونالقمر في أقرب نقطة من الأرض، يبدو وكأنه أكبر من قرص الشمس، وفي تلك الحالة يستطيعحجب الشمس تماما، ليظهر الكسوف الكلي.. والكسوف الكلي يحدث مرة كل سنة تقريبا.. لكنه لا يثير الاهتمام الا عند مروره بعدد من الدول أثناء تحرك ظل القمر بسرعة حركةالقمر.. أما عند حدوث الكسوف في مناطق نائية عن الأرض، فانه لا يجذب اليه سوىالقليل من العلماء.. ولا يتكرر الكسوف الكلي للشمس في منطقة واحدة الا كل أكثر منمائة سنة
القزم الأبيض
ان قصة حياة النجم كلها تتخلص في صراع بين الجاذبية التي تعمل على انكماشه، وبينالقوة النووية التي هي عامل على تمدده.

عندما يصل النجم الى نهاية حياته- بعد مرحلة العمالقة الحمر - فان القوة النووية " عمليات الاندماج النووي " تخسرالمعركة بسبب انتهاء الوقود من الهيدروجين، وهكذا تنتصر الجاذبية، مما يؤدي الىتقلص النجم حتى تصبح جسيماته متلاصقة تقريبا.

لم يعد هناك مجال لأي تفاعلنووي بعد أن أصبح النجم نعشا أبيض للعناصر الثقيلة التي كونها في مركزه - مثلالحديد - عندما انتهى رصيد الهيدروجين الذي كان يكون معظم مادته. ويطلق على النجمفي هذه الحالة " القزم الأبيض " .

عندما يصل النجم الى مرحلة القزم الأبيضيتوقف عن توليد الطاقة، ذلك لأنه لم يعد يحتوي على وقود كاف. ويبدأ النجم في عمليةتبريد طويلة وبطيئة يشع فيه طاقته بتقتير شديد في الفضاء. وأخيرا يتوقف القزم عنالاشعاع ويستقر ببساطة عند ذلك ويبرد تماما، ويصبح مجرد جسم أسود ميت.

أولقزم أبيض تم اكتشافه في الكون هو " الشعرى اليمانية ب ". واذا ما استخدمنا التلسكوبلظهر أن هناك نظاما ثنائيا مكونا من نجمين، يدوران حول بعضهما البعض، فالنجم الأشدلمعانا هو " الشعرى اليمانية أ " في مرحلة الشباب، أما رفيقه " الشعرى اليمانية ب " فاشعاعه خافت وهو " قزم أبيض

بصمات النيازك
كلمة "نيزك" تُطلق على كل حجر أو صخر يأتي من الفضاء، ويسقط على الأرض، بعد اختراقالغلاف الجوي.

وخلال السنوات الماضية، عثر العلماء على الكثير من هذهالنيازك، بعضها انطلق من منطقة تقع بين كوكبي المريخ والمشتري، والبعض الآخر جاء منكوكب المريخ ..

والسؤال الذي يحتاج إلى إجابة هو: كيف يستطيع العلماءالتمييز والتفريق بين صخور الأرض، وصخور المريخ أو القمر أو الزهرة، وغيرها منالكواكب؟يقول العلماء: إن بصمات الصخور تشبه إلى حد كبير بصمات البشر .. تتمثل في نسبة نظائر الأوكسجين في كل حجر أرضي أو نيزك فضائي .. وهذه النسبةمتطابقة في صخور كل كوكب ..لذلك يستطيع العلماء استنادا إلى التحاليل الدقيقةللصخور أو النيازك معرفة مصدرها .. وهل يرجع أصلها إلى الأرض أو المريخ أو القمر .. فالعناصر الكامنة في كل نوع، تُعبر عن مصدرها .. مثلما تشير بصمات الأصابع إلى هويةكل فرد.

والسؤال الأخير هو: كيف تنتقل صخور من المريخ وتسقط على الأرض فيصورة نيازك؟ .. الإجابة هي أن المريخ يتعرض أحيانا إلى سقوط أجسام فضائية وكويكباتعليه، تُحدث تفجيرا رهيبا .. فتتطاير الصخور، وتتغلب على جاذبيته الضعيفة، فتسبح فيالفضاء مئات الآلاف من السنين، إلى أن تشدها جاذبية الأرض، فتسقط حاملة بصماتالمريخ!
الشهب
تعجب الانسان دائما من تلك الكرات النارية الصغيرة المتوهجة، المنطلقة بسرعة هائلةفي الغلاف الجوي للأرض، والتي تمكث لعدة ثوان أو ربما لأجزاء من الثانية.. انهاالشهب. والشهب قطع معدنية أو صخرية يبلغ وزنها أقل من جرام عادة، وهي بحجم كراتضئيلة. وتدور الشهب حول الشمس، فاذا اقتربت من نطاق جاذبية الأرض تندفع اليها بسرعةتبلغ حوالي خمسين كيلومترا في الثانية، وتحترق في الغلاف الجوي على هيئة خطوطضوئية.. ولهذا أطلق عليها العرب " سيوف الفضاء المتوهجة ".. ولكن من أين تأتيالشهب؟تعد المذنبات من أهم مصادر الشهب، اذ أنها تأتي من نسيج ذيلهاالممتد. والمذنب قد يترك في مداره بعض المخلفات، وخصوصا عندما تبدأ نواته فيالتفتت، وتظل هذه المخلفات منطلقة في نفس مدار المذنب، لتكون حشدا من الشهب، وعندمايتقاطع مدار كوكب الأرض مع هذه الشهب، فان جاذبية الأرض تصبح مثل شبكة صيد هائلةتقتنص الشهب.

كما قد تكون الكويكبات أحد مصادر الشهب، اذ تتأثر أجزاء منهامن حين لآخر بجذب النجم " ألفا سنطوري " الذي يعد أقرب النجوم الينا.. عندئذ تنفصلأجزاء من الكويكبات لتجري سابحة حول الشمس على هيئة شهب..وأحيانا نشاهد في السماءكميات كبيرة من الشهب يطلق عليها " زخات الشهب " خاصة في شهري أغسطس ونوفمبر من كلعام.
ميلاد النجوم
اتضح لعلماء الفلك أن النجوم تولد باستمرار وتشيخ ثم تموت. وكان لا بد من وجود مادةمن نوع خاص بين النجوم في فضاء الكون الشاسع لتولد منها النجوم. وغالبا تكون هذهالمادة عبارة عن طبقات هائلة من الغاز والغبار الكوني، يطلق عليه "السحابة الكونيةالأولية".

في البداية تظهر في هذه السحابة الكونية عدة تمزقات نتيجة عدماستقرارها وبتأثير جاذبيتها الذاتية. وبمرور الزمن تكتسب هذه التمزقات شيئا منالاستقلال ثم تثبت أجزاؤها بعضها ببعض، لتكون وحدة فضائية ضخمة .. وهكذا يولدالنجم. وتقول نظرية أخرى، بأن النجم يولد نتيجة دوامات في السحابة الكونية الأولية،في مناطق ذات كثافة عالية، تبدأ في الانكماش وترتفع درجة حرارتها حتى يولد النجم.

أما النظرية الحديثة فتستعين في تفسيراتها بما يسمى بتأثير القوىالمغناطيسية داخل السحابة الكونية الأولية. إذ تتمكن الأعداد الكبيرة من جسيماتالأشعة الكونية السابحة في كل مكان بالفضاء من التأثير في القوى المغناطيسية، قتأخذشكل أودية عميقة تخزن فيها الجسيمات الأولية بكميات هائلة، وتكون قريبة من بعضهالدرجة تمكنها من بداية الانكماش وزيادة كثافتها مما يؤدي إلى بداية ميلاد النجم.

مجرة المرأة المسلسلة
يطلق على هذه المجرة " Andromeda " أو " المرأة المسلسلة "، وهي من المجرات الهائلةالتي يبلغ قطرها أكثر من مئتي ألف سنة ضوئية، وتحتوي على نحو ثلاثمائة ألف مليوننجم مثل شمسنا، أي أنها ضعف حجم مجرتنا " الطريق اللبني ".

رصد مجرة " المرأة المسلسلة " الفلكي الاسلامي " الصوفي " منذ أكثر من ألف عام، وحدد موقعهاووصفها بأنها " بقعة غبشاء ". وهذه المجرة تنتمي الى المجموعة المحلية للمجرات مثلمجرتنا، وهي تبعد عنا بحوالي مليوني سنة ضوئية.

يمكن رؤية القسم المركزي منمجرة " المرأة المسلسلة " بالعين المجردة، على شكل رقعة ضبابية من الضوء الباهتالخفيف. وتحتوي هذه المجرة على حشود كروية كثيفة من النجوم، وكذلك أذرع حلزونيةتلتف عدة مرات حول مركزها. وتتحرك الأذرع في هيئة سحب كثيفة غير منتظمة من الغباروالغاز الكونيين.

كما توجد داخل مجرة " المرأة المسلسلة " نجوم شابة زرقاءاللون وسدم مضيئة عبارة عن " حضانات " تولد فيها النجوم. والغريب أن هذه المجرة لاتبتعد عن مجرتنا، بل تقترب منها بسرعة تصل الى ثلاثمائة كيلومتر في الثانيةالواحدة!

ويعتقد علماء الفلك أن مجرة " المرأة المسلسلة " لها نواتان - وليس نواة واحدة مثل باقي المجرات - اذ يبدو أنها " ابتلعت " مجرة أخرى أصغر منها

العملاق الأحمر
منذ ميلاد النجم وهو يتكون غالبا من الهيدروجين، ويستمر استقرار النجم حتى يتماستهلاك حوالي عشرة في المائة من الهيدروجين الموجود بداخله، نتيجة لعملياتالاندماج النووي التي يتحول فيها الهيدروجين الى هليوم، فتنطلق الطاقة، ويتراكمالرماد الناتج عن هذا التفاعل النووي في قلبه، ويؤدي هذا الى انكماش النجم، وأثناءعملية التقلص هذه، تنضغط نوى ذراته في بعضها البعض، وتنسحق الكتروناته وتخرج عنمداراتها.

ويترتب عن ذلك انطلاق طاقة جبارة تدفع المناطق الخارجية للنجم،وتضطرها الى التمدد مما يؤدي الى ضخامة حجم النجم، وبرودة سطحه، وكنتيجة لهذا يصبحالنجم أكبر حجما وأكثر برودة في الخارج، ويأخذ لونه في الاحمرار، وفي هذه الحالةيطلق عليه " العملاق الأحمر ". وفي مرحلة العمالقة الحمر، تنخفض درجة حرارة سطحالنجم الى أقل من نصف ما كانت عليه عندما كان النجم في مرحلة الشباب، ويبدأ النجمفي الانتفاخ الى مئات أمثال حجمه الأصلي.. وسوف تصبح شمسنا عملاقا أحمر، ولكن بعدخمسة ألاف مليون سنة، عندما تستهلك وقودها من الهيدروجين، وفي هذا الوقت ستستحيلالحياة فوق كوكب الأرض، لضخامة حجم الشمس. ومن أشهر العمالقة الحمر في الكون، نجم " أبط الجوزاء "، الذي يبعد عنا مسافة تقدر بحوالي 1600 سنة ضوئية

المذنبات
المذنبات أجسام فضائية سحابية الشكل تسير في مدارات طويلة حول الشمس، ومن أشهرهامذنب " هالي " الذي يزور سماء كوكب الأرض كل نحو 76 عاما. والمذنب عبارة عن مركزواضح يسمى " النواة " وهي صغيرة الحجم نسبيا، اذ لا يتجاوز قطرها نحو عشرينكيلومترا. وتتكون النواة من صخور وثلوج وحبيبات الرمال، ويغلب عليها اللون الأسودلوجود الكربون ومشتقاته.

عندما يقترب المذنب من الشمس يتأثر باشعاعاتها ومنثم تتكون له سحابة ضبابية حول النواة، نتيجة تبخر جزء من مادتها، وهي عبارة عن هالةجبارة ربما يصل قطرها الى أكثر من مليون كيلومتر، ويطلق عليها " الذؤابة ".

ينفصل جزء من مادة الذؤابة بتأثير ضغط الرياح الشمسية، ليندفع وراء المذنبعلى شكل ذيلين أحدهما من الغبار والآخر من الغازات. وهناك مذنبات ذات زمن دورانطويل، تستغرق نحو مائتي سنة لاكمال دورة واحدة، كما توجد مذنبات ذات زمن دورانقصير، أقل من هذا الزمن.

لكن من أين تأتي المذنبات؟ ان أحدث النظريات تقولبأن هناك مخزونا هائلا من المذنبات المتجمدة في مكان يطلق عليه " سحابة أورت " علىحدود المجموعة الشمسية.. وعندما يحدث أي اضطراب بها، مثل مرور نجم قريبا منها، فانأحد هذه المذنبات يندفع ناحية الشمس، ليبدأ في الدوران حولها حتى تفنى مادته فيالفضاء

بصمات النيازك
كلمة "نيزك" تُطلق على كل حجر أو صخر يأتي من الفضاء، ويسقط على الأرض، بعد اختراقالغلاف الجوي.

وخلال السنوات الماضية، عثر العلماء على الكثير من هذهالنيازك، بعضها انطلق من منطقة تقع بين كوكبي المريخ والمشتري، والبعض الآخر جاء منكوكب المريخ ..

والسؤال الذي يحتاج إلى إجابة هو: كيف يستطيع العلماءالتمييز والتفريق بين صخور الأرض، وصخور المريخ أو القمر أو الزهرة، وغيرها منالكواكب؟

يقول العلماء: إن بصمات الصخور تشبه إلى حد كبير بصمات البشر .. تتمثل في نسبة نظائر الأوكسجين في كل حجر أرضي أو نيزك فضائي .. وهذه النسبةمتطابقة في صخور كل كوكب ..لذلك يستطيع العلماء استنادا إلى التحاليل الدقيقةللصخور أو النيازك معرفة مصدرها .. وهل يرجع أصلها إلى الأرض أو المريخ أو القمر .. فالعناصر الكامنة في كل نوع، تُعبر عن مصدرها .. مثلما تشير بصمات الأصابع إلى هويةكل فرد.

والسؤال الأخير هو: كيف تنتقل صخور من المريخ وتسقط على الأرض فيصورة نيازك؟ .. الإجابة هي أن المريخ يتعرض أحيانا إلى سقوط أجسام فضائية وكويكباتعليه، تُحدث تفجيرا رهيبا .. فتتطاير الصخور، وتتغلب على جاذبيته الضعيفة، فتسبح فيالفضاء مئات الآلاف من السنين، إلى أن تشدها جاذبية الأرض، فتسقط حاملة بصماتالمريخ!

هل الحياة ممكنة على ظهر القمر؟
كشفت الأقمار الصناعية والربوتان التي أُرْسِلت إلى القمر أنه سيكون من العسير جداعلى الإنسان أن يستعمر الكواكب!

على سطح القمر جبال عالية، وحُفر عميقة،وبحار جافة من حِمم البراكين المتجمدة، كلها مغطاة بغبار كوني، ولا يوجد على القمرهواء أو ماء أو أي من أشكال الحياة، نباتية كانت أم حيوانية، ولا يوجد صوت أيضا " فالصوت يحتاج إلى هواء لينقل ذبذباته "، وتزيد درجة حرارة سطح القمر خلال نهارهالذي يستمر أسبوعين تقريبا عن درجة غليان الماء، ثم تهبط في ليله، الذي يستمرأسبوعين آخرين، إلى 150 درجة تحت الصفر.

لذا، فإن على الذين يذهبون إلىالقمر أن يتسلحوا بملابس فضائية تقيهم من الحرارة والبرد وتوفر لهم الهواء الذييتنفسونه، ويجب أن تكون منشآتهم على القمر مُحكمة تماما كسفن الفضاء، وأن يأتيهم كلما يحتاجون إليه من الأرض، بما في ذلك الماء والهواء

هل كان إنسان الكهوف يعرف البروج؟
كهف "لاسكو" الذي اكتُشف سنة 1945 في فرنسا، أثار دهشة العلماء والفنانين بما يحملهمن لوحات ملونة جميلة، جعلت الفنان الإسباني الشهير "بيكاسو" عند زيارته للكهفيقول: "نحن لم نخترع جديدا في عصرنا"!

ظلت هذه الصور تجذب إليها الملايينفي العالم، ففي كل عام كان يُقبل على مشاهدتها ألف إنسان، ثم جاءت مفاجأة تثيرالدهشة والجدل، عندما أعلن أحد علماء الفلك الألمان، أن بعض اللوحات تشير إلى أنفنان الكهوف قبل أكثر من 30 ألف سنة، كان يدرس ويعرف مواقع بعض النجوم والبروج،وصورة الثور مع غيرها من اللوحات، توحي بأنه كان يقصد رسم برج الثور، ومن المعروفأن البروج هي عبارة عن تجمعات النجوم، إسمها الحقيقي الكوكبات .. كل برج يتكون منعدد من النجوم، تظهر خلف مدار الشمس الظاهري ونراها ليلا في السماء .. ومثل غيرهامن تجمعات النجوم، تحمل أسماء حيوانات وصور، وتتغير من شهر إلى آخر حسب موقعها منمدار الشمس.

وكان الإعتقاد السائد أن الأشوريين أول من كتب عن البروج فيالقرن السابع قبل الميلاد، لكن العالم الألماني وفقا لدراسته المستندة إلى برنامجكمبيوتر، يرى أن إنسان الكهوف هو الرائد، وإن اختلفت الآراء حول السنة التي رُسمفيها الثور، ما بين 17 ألف سنة و 30 ألف سنة!

الفرق بين النجوم الزرقاء والحمراء
عندما نشاهد النجوم ليلا تبدو لنا متشابهة في أحجامها وألوانها .. لكن التلسكوباتتتيح للعلماء مشاهدة نجوم يستحيل رؤيتها بالعين المجردة، ومعرفة أحجامها وأعمارها!

فهناك نجوم أكبر من نجمنا الشمسي مرات عديدة .. ونجوم أصغر .. ويستطيعالعلماء قراءة شهادة ميلاد النجوم المحددة لأعمارها، عن طريق الأوان المختلفة التيتصل إلى الأجهزة الفلكية الحديثة .. النجوم الشابة القوية يكون لونها مائلا إلىالزرقة، والنجوم في منتصف أعمارها تشع ضوءا مائلا إلى الاصفرار .. أما النجوم التيتجتاز المراحل الأخيرة من حياتها فإنها ترسل أشعة حمراء .. وكل لون يرتبط بدرجةحرارة النجم .. كلما كان شابا قويا تكون حرارته مرتفعة جدا .. تصل إلى 15 ألف درجةمئوية .. بينما نجوم منتصف العمر تكون حرارتها في حدود عشرة آلاف درجة مئوية .. والنجوم المقبلة على الاحتضار تكون حرارتها أربعة آلاف درجة مئوية.

وحرارةكل نجم - أو شمس - ترتبط بما يحمله من وقود .. في مراحل الشباب تتوفر فيه كمياتهائلة من الوقود المكون من الهيدروجين والهليوم .. ومع التقدم في العمر يستهلكتدريجيا ..وتظهر أعراض منتصف العمر، ثم الشيخوخة مع اقتراب النجم من استهلاك جميعوقوده .. وهذه المراحل تستغرق ملايين أو بلايين السنين
كوكب المشتري يحمي الأرض من الأخطار!
يبلع حجم كوكب المشتري نحو 1300 مرة قدر حجم الأرص، وجاذبيته أقوى بحواليثلاثمرات من جاذبية الأرض.. ومجاله المغناطيسي من القوة بحيث يمتد في الفضاءالمحيطبه عدة ملايين من الكيلومترات.

وبفضل هذه الخصائص الفريدة لمشتري، فانعلماء الفلك يعتبرونه أشبه بالدرعالواقي لحياة على الأرص.. لأن الكويكباتوالمذنبات الخطرة عند خروجها من مدارهاواندفاعها نحو الأرض، تواجه الجاذبيةالرهيبة للمشتري، فتقوم بابعادها..أو تفتيتها..
كما حدث منذ سنوات لمذنب خطير،كان يندفع في الفضاء، واستطاعت جاذبية المشتري تحطيمه الى
20 قطعة، سقطت بعدذلك فوق المشتري.. وبدون كوكب المشتري فان المذنبات والكويكبات كانتستقصفالأرض ومعها المريخ والزهرة وعطارد بوابل مدمر.. أخطر من القنابل الذرية.. مثلالكويكب الذي سقط على الأرض منذ 65 مليون سنة، وأدى الى انقراض جماعي لكائناتعديدة،أشهرها الديناصورات

كيف يبدو لون السماء في الكواكب المختلفة؟!
كوكب المريخ اشتهر باسم الكوكب الأحمر.. لأن الصور الملتقطة له من التلسكوباتالفلكية يغلب عليها اللون الأحمر.. لتناثر ثاني أوكسيد الكربون في جوه، وتجمد هذاالغاز في صورة بللورات ثلجية في أرضه.. لكن من يقف على أرض المريخ سيجد السماء هناكلونها أسود.. بعكس صوره.. بسبب الغلاف الجوي الرقيق العاجز عن اتخاذ لون السماء علىالأرض المائل الى الأزرق، لوجود غلاف جوي سميك يشتت الاشعاع الشمسي، بتأثير جزيئاتالهواء وبخار الماء وغيرها.. فيظهر اللون الأزرق.. أما سماء كوكب الزهرة، فان تكاثرحامض الكبريت وثاني أوكسيد الكربون، يجعل السماء أميل الى خليط من الأبيض والأصفر.. والأمر نفسه ينطبق على جميع الكواكب الأخرى.. لكل كوكب سماؤه المميزة، وفقا لنوعالغازات المسيطرة عليه، مع الوضع في الاعتبار أن كلمة سماء تطلق بمعنى محدد.. هو كلما يرتفع الى أعلى.. فالواقع لا توجد قبة زرقاء أو حمراء.. بل فضاء لا نهائي.. والألوان التي نطلق عليها سموات هي مزيج من انعكاس الأشعة الشمسية على غلافناالجوي.. أو بسبب المكونات الغازية في الكواكب الأخرى المختلفة عن كوكب الأرض!.

المذنبات
المذنبات أجسام فضائية سحابية الشكل تسير في مدارات طويلة حول الشمس، ومن أشهرهامذنب " هالي " الذي يزور سماء كوكب الأرض كل نحو 76 عاما. والمذنب عبارة عن مركزواضح يسمى " النواة " وهي صغيرة الحجم نسبيا، اذ لا يتجاوز قطرها نحو عشرينكيلومترا. وتتكون النواة من صخور وثلوج وحبيبات الرمال، ويغلب عليها اللون الأسودلوجود الكربون ومشتقاته.

عندما يقترب المذنب من الشمس يتأثر باشعاعاتها ومنثم تتكون له سحابة ضبابية حول النواة، نتيجة تبخر جزء من مادتها، وهي عبارة عن هالةجبارة ربما يصل قطرها الى أكثر من مليون كيلومتر، ويطلق عليها " الذؤابة ".

ينفصل جزء من مادة الذؤابة بتأثير ضغط الرياح الشمسية، ليندفع وراء المذنبعلى شكل ذيلين أحدهما من الغبار والآخر من الغازات. وهناك مذنبات ذات زمن دورانطويل، تستغرق نحو مائتي سنة لاكمال دورة واحدة، كما توجد مذنبات ذات زمن دورانقصير، أقل من هذا الزمن.

لكن من أين تأتي المذنبات؟ ان أحدث النظريات تقولبأن هناك مخزونا هائلا من المذنبات المتجمدة في مكان يطلق عليه " سحابة أورت " علىحدود المجموعة الشمسية.. وعندما يحدث أي اضطراب بها، مثل مرور نجم قريبا منها، فانأحد هذه المذنبات يندفع ناحية الشمس، ليبدأ في الدوران حولها حتى تفنى مادته فيالفضاء