تاريخ نظريات الكون و المجموعة الشمسية
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
تاريخ نظريات الكون و المجموعة الشمسية
تاريخ نظريات الكون و المجموعة الشمسية
1)قديماً جداً
ساد هذا الاعتقاد بين اليونانيين والهندوسيين والصينيين،
ومعظم الثـقافات القديمة، التي رأت أن عالم الأرض يختلف عنوماء
ونار وهواء، أما في السماوات فهي مكونة من مواد أثيرية، الشمس والقمر والجوالات الخمسة، وجميعها تدور حول
الأرض بمدارات دائرية تحديداً لأن
أرسطو كان يرى بالدائرة الشكل الأمثل، وفي
السماوات المثالية لا يمكن للكواكب إلا أن
تتبع هذا النوع من الحركة، وكل كوكب يتخذ له مساراً ضمن قبة شفافة كبيرة تتثبت عليها النجوم.
صورة للعالم القديم، نرى فيها أن الأرض
منبسطة، تحملها مجموعة من الحيتان الضخمة
(لعل وجود الحيتان كي يعلل الهزات الأرضية،
وليس لحركة الأرض، فمعظم الحضارات القديمة كانت تعتقد بثبات الأرض ودوران الأفلاك من حولها)
صورة أخرى للعالم وفق التصور القديم.. ولكن فيها تقدم ملموس..
وهو جعل الأرض على شكل نصف كرة.. (نعرف أن الشكل الكروي للأرض
وللكواكب الأخرى كان مقبولاً، بل ومبرهناً
عليه لدى اليونان.. وسنرى قريباً الأدلة التي قدمها أرسطو على كروية الأرض)
هذه الصورة تستند أيضاً إلى رؤية اليونانيين للعالم.. حيث كانوا
يعتقدون أن عالم السماوات غير العالم الأرضي.. ونرى
فيها أن عالماً رحالة، قد وصل إلى تخوم العالم الأرضي ومد يده خارجاً..
ونلاحظ الآلات والمحركات التي تسيـّـر العالم الأثيري خارج الأرض
2)رؤية أرسطو للكون
الصينيون القدماء غير المتأثرين بكتابات أرسطو، سجلوا
تغييرات في السماء كثيرة، شاهدوها، مذنبات أو النجوم
الزائرة (الانفجارات النجمية). والغربيين بالتّأكيد رأوا مثل هذه الأشياء أيضًا, لكنهم لم يكونوا ليعارضوا أفكار الرجال العظماء (كان اليونانيون بتأثير من أرسطو وغيره..
قد أكدوا أن السماوات كاملة.. ولا يمكن لشيء أن يشوّه كمالها).. مثال هنا:
انفجار المتجدد الجبار في عام 1054
، ظل المتجدد الجبار واضحاً في منتصف النهار لـ 23 يوم متتالية، وظل يشاهد في السماء لأكثر من سنتين، وقد ذكره الصينيون في أقصى الشرق.. وحتى الهنود جنوب أمريكا، إلا أن الأوروبيين لم
يذكروه، فقط لأن الكنيسة قررت أن
السماوات كاملة وأرسطو لم يذكر أي شيء عن انفجار يشوّه السماء !!!إلا أن هذا لم يستمر طويلاً..
أرسطو (384 - 322 ق.م
أبرز تلامذة أفلاطون، والذي سيطرت فلسفته على تفكير الإنسان لمدة ألفي عام،
فالأرض كما كان يعتقد ثابتة والكواكب الأخرى تدور حولها وفق أفلاك دائرية، فالدائرة هي الشكل الأكثر كمالاً لذا يجب على الجوالات السماوية أن تتحرك وفقاً لها! ومن تفسيره للسلوك الحركي:
أن الجسم لا يستمر بالحركة إلا ببقائه على تماس مباشر مع محرك
فاعلباستمرار وإلا فإن الجسم يتوقف، وقد كان هذا الفاعل في حالة
الكواكب ملائكة مسخرة تخفق بأجنحتها من خلف الكوكب!
وقدم أرسطو دليلين متينين على كروية الأرض، أولهما: تغير
موقع نجم القطب من كبد السماء لناظر من الشمال إلى حدود الأفق للناظر
من الجنوب، وثانيهما خسوف القمر أي وقوع الأرض بينه وبين
الشمس والظل الدائري الذي تلقيه الأرض دائماً على صفحة القمر،
فلو كانت الأرض قرصاً دائرياً لاتخذ ظلها على القمر شكلاً إهليلجياً وهذا ما لم يلاحظ، مما يدل على أن الأرض كروية.
3)بعض الكواكب، بالنسبة للراصد القديم، لم تكن "أنيقة" في حركتها:
المريخ، المشتري، وزحل، كانت حركتها محيرة،
حيث تبدو بحركة متقدمة بالنسبة لخلفية النجوم،
ولكنها فجأة تعكس حركتها للخلف!!
وبعد فترة تعاود التقدم!! نحن نعرف اليوم سبب هذه الحركة الظاهرية للكواكب الخارجية..
تفسير الحركة التقهقرية "الظاهرية" بسيط جداً..
كما نرى في هذه الصورة..
فقط نحتاج أن نستبدل مركزية الأرض،
بمركزية الشمس.. وأظن أن الفكرة سهلة الاستبيان بالنظر إلى الصورة أعلاه..
4)النظام السماوي المعقد لكلوديوس بطليموس (100 – 170 م).
في كتابه المجسطي، والذي ضمنه أكثر الأعمال الفلكية اليونانية الأولى،
وضع بطليموس منظومة كونية تحتل الأرضمركزها، وتدور حولها سبع كرات هي:
القمر والشمس والكواكب الخمسة المعروفة آنذاك
" عطارد- الزهرة- المريخ- المشتري- زحل
" وكانت كرة الثابتات تحمل النجوم التي تبدو ثابتة المواقع
بالنسبة لبعضها وتتحرك معاً وكأنها جسم واحد،
أما ما وراء هذه الكرة فهو غير قابل للرصد من قبل البشر!
أما الحركة التقهقرية للكواكب فقد فسرها
بطليوس باستخدام دوائر التدوير (وهي فكرة كان قد طرحها هبارخوس قبله بـ 200 سنة).
نرى في هذه الصورة نموذج بطليموس للكون، مع توضيح فكرة
دوائر التدوير التي اعتمدها كي يفسـّـر الحركة التقهقرية..
بحيث نرى أن المشتري وهو كوكب خارجي (في يسار الصورة)
يتبع مساراً دائرياً، لكن مركز هذا المدار يدور على مدار دائري حول الأرض.
5)فيثاغورس (560 - 497 ق.م):
أول من حاول تفسير حركات الكواكب بعلاقات عددية
بسيطة، وقد آمن فيثاغورس وأتباع مدرسته بكروية الأرض
وباقي الأجسام السماوية السبعة، وقد صور فيثاغورس الكون
على أنه عدة كرات متمركزة مع بعضها ويحمل كل منها
جسماً من الأجسام السماوية، وبحركة هذه الكرات تتحرك
الأجسام هذه بالنسبة لبعضها، وتدور هذه الكرات حول مركزها المشترك الذي هو الأرض.
6)فيلولاوس (القرن الخامس قبل الميلاد):
من أبرز أتباع مدرسة فيثاغورس، وكان أول من طرح فكرة
حركة الأرض، فقال بأنها تتبع مساراً دائرياً كل يوم وتبقي
دوماً الوجه نفسه نحو المركز، ولم يضع الأرض في مركز
الكون! ولا حتى الشمس! بل وضع ناراً مركزية
تدور حولها الأرض والشمس والقمر والكواكب الخمسة وقبة
النجوم، وبما أن الفيثاغورسيين كانوا يبجلون الرقم
10 فقد أضاف فيلولاوس جسماً متحركاً عاشراً كان هذا الجسم
هو الأرض المواجهة والتي تتحرك
دوماً لتبقى بين النار المركزية وأرضنا الدوارة فتحميها من التعرض المباشر للنار.
7)أريستارخوس الساموزي (310 – 230 ق.م):
الذي عرف بالرياضي، كان أول من حاول قياس بعد الشمس
والقمر عن الأرض، وقدر حجميهما النسبيين وتوصل إلى
اقتراح نظام مركزية الشمس، لكن هذا النموذج لقي
اعتراضات عدة منها أن حركة الأرض تستوجب
تغيرات في مواضع النجوم المرئية، فاقترح أرسطرخوس
بجرأة أن هذه النجوم أبعد بكثير مما اعتقدوا. وفي
حين يعيد الكثير من الناس اليوم فكرة مركزية الشمس
إلى كوبيرنيكوس إلا أن أريستارخوس كان قد طرحها
قبل ذلك بثمانية عشر قرناً، أما لماذا أهمل ذكر أريستارخوس
والكتب التي ألفها (ويقال أنها تزيد عن 70 مجلد تناقش مواضيع علمية) فلأن هذه الأعمال قد
تعرضت للإتلاف المتعمد من قبل أفلاطون صاحب الجمهورية
والنظرية الفاضلة!! وبعض العلماء اليوم يقولون أنه لو بقيت مؤلفات
أريستارخوس لربما كانت سوية التطور العلمي في وقتنا الحالي موازية لما ستكون عليه في القرن الثاني أو
الثالث والعشرين..
في القرن السادس عشر, رجل دين بولندي بدأ بثورة غيرت العالم.
بقي العالم لقرابة 14 قرن قانع بنظام ودوائر تدوير بطليموس، إلى
أن جاء نيكولاس كوبيرنيكوس (1473-1543) والذي لاحظ ببصيرة
ومهارة
رياضية ورصدية أن تعقيد نظام بطليموس والحاجة لأفلاك التدوير
(Epicycle's) يمكن التخلص منه إذا أجرينا تغييراً بسيطاً فجعلنا الشمس مركز النظام
الكوني.. وكان بالحق تغييراً بسيطاً وعظيماً.. مع أن كوبيرنيكوس
وقع بذات خطأ بطليموس حينما تشبث بفكرة المدارات الدائرية،
فاحتاج مرة أخرى إلى دوائالتدوير.. ولكنه أزال الكثير من
التعقيد وقامبإنجازات مهمة جداً كحساب أبعاد الكواكب عن الشمس و..
نيكولاس كوبيرنيكوس
9)غاليليو، عالم الفلك الإيطالي، براهين أخرى على عيوب نظرية أرسطو، وقدم أدلة على النظرية الجديدة،وإسهامات كبيرة لعلم الفلك..
في عام 1609 غير غاليليو وجه علم الفلك مرة واحدة وإلى الأبد عندما وجه أول تلسكوب إلى السماء، من علم يعتمد على العين المجردة وبعض الأدوات البسيطة (كذات الربع وذات السدس ومسطرة زاوية اختلاف المنظر وغيرها من الأدوات التي استخدمها تيخو براهي في أرصاده) إلى علم رصدي دقيق، ومن خلال منظاره قام غاليليو بأرصاد عدة استنتج منها ملاحظات ثورية! فقد رأى سطح القمر مليئاً بالحفر والتضاريس، أي أنه ليس أملساً منتظماً كما كان يُظن، الشيء الذي يُبطل فكرة كمال الأجرام السماوية، وشاهد أقماراً أربعة حول المشتري –وتسمى اليوم الأقمار الغاليليانية: آيو، أوروبا، غاينيميد، وكاليستو- ورأى فيها تأييداً لنظرية كوبيرنيكوس، كما رصد غاليليو أطوار الزهرة، ورأى انتفاخينعلى سطح زحل فافترض أنهما أقمار أيضاً وذلك لأن منظاره لم يكن من القوة ليسمح له بتمييز حلقات زحل الضخمة، وقد فسر غاليليو العدد الكبير من النقاط المضيئة والمنفصلة التي رصدها في درب التبانة بأنها نجوم بعيدة جداً، و كان أول من أشار إلى البقع الشمسية.. يقول غاليليو ساخراً من أدعياء مركزية الأرض:
إن من يفضل فكرة تحرك الكون بأسره كي تبقى الأرض ثابتة، لهو أكثر بعداً عن العقل ممن يتسلق قمة قبة ليلقي نظرة على ضواحي المدينة، ثم يطلب تدوير المنطقة بأسرها كي لا يكلف نفسه عناء تدوير رأسه!!. ويقول كارل ساغان، حول ذات الفكرة: بغض النظر عن كم ملك أو بابا أو فيلسوف أو عالم أو شاعر قد أصر على العكس، فقد واصلت الأرض بعناد، خلال تلك الألفيات، دورنها حول الشمس.
غاليليو غاليليه
10)تغيير مهم قام به عالم ألماني هو يوهانس كبلر
استفاد كبلر (1571-1630) من عمله مع راصد دانمركي مجد (تيخو براهي) قبل موت الأخير بسنة واحدة، وبعد جهدمتواصل دام ست سنوات و حسابات ملأت 900 صفحة من أجل المريخ وحده (حيث لاحظ كبلر اختلافاً بين أرصاد براهي
ومدار المريخ الدائري المفترض)، وانطلاقاً من نظرية كوبيرنيكوس اكتشف كبلر ثلاثة قوانين في الحركات السماوية،
نختصرها كما يلي:
1. تدور الكواكب حول الشمس بمدارات بيضوية
2. ويمسح الخط الواصل بين الشمس والكوكب مساحات متساوية خلال أزمنة متساوية.
3. وأن نسبة مربع سنة الكوكب على مكعب بعده عن الشمس مقدار ثابت.
تيخو براهي
يوهانس كبلر
11)الخطوة التالية قام بها عبقري فذ.. إسحق نيوتن والذي حقق قفزة استناداً لبصيرته الثاقبة ولأعمال العلماء قبله.
مع أن كبلر قد غيّر فكرة المدارات الدائرية إلى البيضوية، إلا أنه لم يكن يحبها، وأكثر من ذلك لم يكن يفهم لماذا تتبعالكواكب هذه المدارات؟ الجواب كان عند نيوتن الذي ولد في سنة وفاة غاليليو (1642)، حيث وضع قوانين الحركةالثلاثة، وقانون الجاذبية وأسس فرعاً جديداً من الرياضيات هو التفاضل.. حيث طبّق نيوتن في كتابه "المبادئ الرياضية لفلسفة الطبيعة" (والذي مازال يعد أعظم كتاب أنجزه رجل بمفرده في تاريخ العلم) نظريتهه في الثقالة على حركة الكواكب حول الشمس، والأقمار حول كواكبها، وحسب كتل الكواكب والشمس بالنسبة لكتلة الأرض، وقدر كتلة الأرضفي حدود خطأ من رتبة عشرة بالمئة من القيمة الحقيقة، وبين أن الأرض مسطحة في القطبين، وقدر بدقة معقولة مقدار هذه التسطح، وناقش تغير الثقالة على سطح الأرض، كما حسب عدم الانتظام في حركة القمر نتيجة جذب الشمس له، ودرس مدارات المذنبات، كما قدم تفسيراً منطقياً للجزر وللمد.. ولعل ضربة البصيرة الأكثر توفيقاً لنيوتن تجلّت بإثباته لأنالقوانين التي تسود الكون هي نفسها التي تحكم الأرض، وأيضاً أن العقل البشري قادر على استيعاب هذه القوانين.. أي أن نيوتن عندما قال في كتابه: إنني الآن أعرض نظام العالم كان بالفعل أول بشري يفعل ذلك!
1)قديماً جداً
ساد هذا الاعتقاد بين اليونانيين والهندوسيين والصينيين،
ومعظم الثـقافات القديمة، التي رأت أن عالم الأرض يختلف عنوماء
ونار وهواء، أما في السماوات فهي مكونة من مواد أثيرية، الشمس والقمر والجوالات الخمسة، وجميعها تدور حول
الأرض بمدارات دائرية تحديداً لأن
أرسطو كان يرى بالدائرة الشكل الأمثل، وفي
السماوات المثالية لا يمكن للكواكب إلا أن
تتبع هذا النوع من الحركة، وكل كوكب يتخذ له مساراً ضمن قبة شفافة كبيرة تتثبت عليها النجوم.
صورة للعالم القديم، نرى فيها أن الأرض
منبسطة، تحملها مجموعة من الحيتان الضخمة
(لعل وجود الحيتان كي يعلل الهزات الأرضية،
وليس لحركة الأرض، فمعظم الحضارات القديمة كانت تعتقد بثبات الأرض ودوران الأفلاك من حولها)
صورة أخرى للعالم وفق التصور القديم.. ولكن فيها تقدم ملموس..
وهو جعل الأرض على شكل نصف كرة.. (نعرف أن الشكل الكروي للأرض
وللكواكب الأخرى كان مقبولاً، بل ومبرهناً
عليه لدى اليونان.. وسنرى قريباً الأدلة التي قدمها أرسطو على كروية الأرض)
هذه الصورة تستند أيضاً إلى رؤية اليونانيين للعالم.. حيث كانوا
يعتقدون أن عالم السماوات غير العالم الأرضي.. ونرى
فيها أن عالماً رحالة، قد وصل إلى تخوم العالم الأرضي ومد يده خارجاً..
ونلاحظ الآلات والمحركات التي تسيـّـر العالم الأثيري خارج الأرض
2)رؤية أرسطو للكون
الصينيون القدماء غير المتأثرين بكتابات أرسطو، سجلوا
تغييرات في السماء كثيرة، شاهدوها، مذنبات أو النجوم
الزائرة (الانفجارات النجمية). والغربيين بالتّأكيد رأوا مثل هذه الأشياء أيضًا, لكنهم لم يكونوا ليعارضوا أفكار الرجال العظماء (كان اليونانيون بتأثير من أرسطو وغيره..
قد أكدوا أن السماوات كاملة.. ولا يمكن لشيء أن يشوّه كمالها).. مثال هنا:
انفجار المتجدد الجبار في عام 1054
، ظل المتجدد الجبار واضحاً في منتصف النهار لـ 23 يوم متتالية، وظل يشاهد في السماء لأكثر من سنتين، وقد ذكره الصينيون في أقصى الشرق.. وحتى الهنود جنوب أمريكا، إلا أن الأوروبيين لم
يذكروه، فقط لأن الكنيسة قررت أن
السماوات كاملة وأرسطو لم يذكر أي شيء عن انفجار يشوّه السماء !!!إلا أن هذا لم يستمر طويلاً..
أرسطو (384 - 322 ق.م
أبرز تلامذة أفلاطون، والذي سيطرت فلسفته على تفكير الإنسان لمدة ألفي عام،
فالأرض كما كان يعتقد ثابتة والكواكب الأخرى تدور حولها وفق أفلاك دائرية، فالدائرة هي الشكل الأكثر كمالاً لذا يجب على الجوالات السماوية أن تتحرك وفقاً لها! ومن تفسيره للسلوك الحركي:
أن الجسم لا يستمر بالحركة إلا ببقائه على تماس مباشر مع محرك
فاعلباستمرار وإلا فإن الجسم يتوقف، وقد كان هذا الفاعل في حالة
الكواكب ملائكة مسخرة تخفق بأجنحتها من خلف الكوكب!
وقدم أرسطو دليلين متينين على كروية الأرض، أولهما: تغير
موقع نجم القطب من كبد السماء لناظر من الشمال إلى حدود الأفق للناظر
من الجنوب، وثانيهما خسوف القمر أي وقوع الأرض بينه وبين
الشمس والظل الدائري الذي تلقيه الأرض دائماً على صفحة القمر،
فلو كانت الأرض قرصاً دائرياً لاتخذ ظلها على القمر شكلاً إهليلجياً وهذا ما لم يلاحظ، مما يدل على أن الأرض كروية.
3)بعض الكواكب، بالنسبة للراصد القديم، لم تكن "أنيقة" في حركتها:
المريخ، المشتري، وزحل، كانت حركتها محيرة،
حيث تبدو بحركة متقدمة بالنسبة لخلفية النجوم،
ولكنها فجأة تعكس حركتها للخلف!!
وبعد فترة تعاود التقدم!! نحن نعرف اليوم سبب هذه الحركة الظاهرية للكواكب الخارجية..
تفسير الحركة التقهقرية "الظاهرية" بسيط جداً..
كما نرى في هذه الصورة..
فقط نحتاج أن نستبدل مركزية الأرض،
بمركزية الشمس.. وأظن أن الفكرة سهلة الاستبيان بالنظر إلى الصورة أعلاه..
4)النظام السماوي المعقد لكلوديوس بطليموس (100 – 170 م).
في كتابه المجسطي، والذي ضمنه أكثر الأعمال الفلكية اليونانية الأولى،
وضع بطليموس منظومة كونية تحتل الأرضمركزها، وتدور حولها سبع كرات هي:
القمر والشمس والكواكب الخمسة المعروفة آنذاك
" عطارد- الزهرة- المريخ- المشتري- زحل
" وكانت كرة الثابتات تحمل النجوم التي تبدو ثابتة المواقع
بالنسبة لبعضها وتتحرك معاً وكأنها جسم واحد،
أما ما وراء هذه الكرة فهو غير قابل للرصد من قبل البشر!
أما الحركة التقهقرية للكواكب فقد فسرها
بطليوس باستخدام دوائر التدوير (وهي فكرة كان قد طرحها هبارخوس قبله بـ 200 سنة).
نرى في هذه الصورة نموذج بطليموس للكون، مع توضيح فكرة
دوائر التدوير التي اعتمدها كي يفسـّـر الحركة التقهقرية..
بحيث نرى أن المشتري وهو كوكب خارجي (في يسار الصورة)
يتبع مساراً دائرياً، لكن مركز هذا المدار يدور على مدار دائري حول الأرض.
5)فيثاغورس (560 - 497 ق.م):
أول من حاول تفسير حركات الكواكب بعلاقات عددية
بسيطة، وقد آمن فيثاغورس وأتباع مدرسته بكروية الأرض
وباقي الأجسام السماوية السبعة، وقد صور فيثاغورس الكون
على أنه عدة كرات متمركزة مع بعضها ويحمل كل منها
جسماً من الأجسام السماوية، وبحركة هذه الكرات تتحرك
الأجسام هذه بالنسبة لبعضها، وتدور هذه الكرات حول مركزها المشترك الذي هو الأرض.
6)فيلولاوس (القرن الخامس قبل الميلاد):
من أبرز أتباع مدرسة فيثاغورس، وكان أول من طرح فكرة
حركة الأرض، فقال بأنها تتبع مساراً دائرياً كل يوم وتبقي
دوماً الوجه نفسه نحو المركز، ولم يضع الأرض في مركز
الكون! ولا حتى الشمس! بل وضع ناراً مركزية
تدور حولها الأرض والشمس والقمر والكواكب الخمسة وقبة
النجوم، وبما أن الفيثاغورسيين كانوا يبجلون الرقم
10 فقد أضاف فيلولاوس جسماً متحركاً عاشراً كان هذا الجسم
هو الأرض المواجهة والتي تتحرك
دوماً لتبقى بين النار المركزية وأرضنا الدوارة فتحميها من التعرض المباشر للنار.
7)أريستارخوس الساموزي (310 – 230 ق.م):
الذي عرف بالرياضي، كان أول من حاول قياس بعد الشمس
والقمر عن الأرض، وقدر حجميهما النسبيين وتوصل إلى
اقتراح نظام مركزية الشمس، لكن هذا النموذج لقي
اعتراضات عدة منها أن حركة الأرض تستوجب
تغيرات في مواضع النجوم المرئية، فاقترح أرسطرخوس
بجرأة أن هذه النجوم أبعد بكثير مما اعتقدوا. وفي
حين يعيد الكثير من الناس اليوم فكرة مركزية الشمس
إلى كوبيرنيكوس إلا أن أريستارخوس كان قد طرحها
قبل ذلك بثمانية عشر قرناً، أما لماذا أهمل ذكر أريستارخوس
والكتب التي ألفها (ويقال أنها تزيد عن 70 مجلد تناقش مواضيع علمية) فلأن هذه الأعمال قد
تعرضت للإتلاف المتعمد من قبل أفلاطون صاحب الجمهورية
والنظرية الفاضلة!! وبعض العلماء اليوم يقولون أنه لو بقيت مؤلفات
أريستارخوس لربما كانت سوية التطور العلمي في وقتنا الحالي موازية لما ستكون عليه في القرن الثاني أو
الثالث والعشرين..
في القرن السادس عشر, رجل دين بولندي بدأ بثورة غيرت العالم.
بقي العالم لقرابة 14 قرن قانع بنظام ودوائر تدوير بطليموس، إلى
أن جاء نيكولاس كوبيرنيكوس (1473-1543) والذي لاحظ ببصيرة
ومهارة
رياضية ورصدية أن تعقيد نظام بطليموس والحاجة لأفلاك التدوير
(Epicycle's) يمكن التخلص منه إذا أجرينا تغييراً بسيطاً فجعلنا الشمس مركز النظام
الكوني.. وكان بالحق تغييراً بسيطاً وعظيماً.. مع أن كوبيرنيكوس
وقع بذات خطأ بطليموس حينما تشبث بفكرة المدارات الدائرية،
فاحتاج مرة أخرى إلى دوائالتدوير.. ولكنه أزال الكثير من
التعقيد وقامبإنجازات مهمة جداً كحساب أبعاد الكواكب عن الشمس و..
نيكولاس كوبيرنيكوس
9)غاليليو، عالم الفلك الإيطالي، براهين أخرى على عيوب نظرية أرسطو، وقدم أدلة على النظرية الجديدة،وإسهامات كبيرة لعلم الفلك..
في عام 1609 غير غاليليو وجه علم الفلك مرة واحدة وإلى الأبد عندما وجه أول تلسكوب إلى السماء، من علم يعتمد على العين المجردة وبعض الأدوات البسيطة (كذات الربع وذات السدس ومسطرة زاوية اختلاف المنظر وغيرها من الأدوات التي استخدمها تيخو براهي في أرصاده) إلى علم رصدي دقيق، ومن خلال منظاره قام غاليليو بأرصاد عدة استنتج منها ملاحظات ثورية! فقد رأى سطح القمر مليئاً بالحفر والتضاريس، أي أنه ليس أملساً منتظماً كما كان يُظن، الشيء الذي يُبطل فكرة كمال الأجرام السماوية، وشاهد أقماراً أربعة حول المشتري –وتسمى اليوم الأقمار الغاليليانية: آيو، أوروبا، غاينيميد، وكاليستو- ورأى فيها تأييداً لنظرية كوبيرنيكوس، كما رصد غاليليو أطوار الزهرة، ورأى انتفاخينعلى سطح زحل فافترض أنهما أقمار أيضاً وذلك لأن منظاره لم يكن من القوة ليسمح له بتمييز حلقات زحل الضخمة، وقد فسر غاليليو العدد الكبير من النقاط المضيئة والمنفصلة التي رصدها في درب التبانة بأنها نجوم بعيدة جداً، و كان أول من أشار إلى البقع الشمسية.. يقول غاليليو ساخراً من أدعياء مركزية الأرض:
إن من يفضل فكرة تحرك الكون بأسره كي تبقى الأرض ثابتة، لهو أكثر بعداً عن العقل ممن يتسلق قمة قبة ليلقي نظرة على ضواحي المدينة، ثم يطلب تدوير المنطقة بأسرها كي لا يكلف نفسه عناء تدوير رأسه!!. ويقول كارل ساغان، حول ذات الفكرة: بغض النظر عن كم ملك أو بابا أو فيلسوف أو عالم أو شاعر قد أصر على العكس، فقد واصلت الأرض بعناد، خلال تلك الألفيات، دورنها حول الشمس.
غاليليو غاليليه
10)تغيير مهم قام به عالم ألماني هو يوهانس كبلر
استفاد كبلر (1571-1630) من عمله مع راصد دانمركي مجد (تيخو براهي) قبل موت الأخير بسنة واحدة، وبعد جهدمتواصل دام ست سنوات و حسابات ملأت 900 صفحة من أجل المريخ وحده (حيث لاحظ كبلر اختلافاً بين أرصاد براهي
ومدار المريخ الدائري المفترض)، وانطلاقاً من نظرية كوبيرنيكوس اكتشف كبلر ثلاثة قوانين في الحركات السماوية،
نختصرها كما يلي:
1. تدور الكواكب حول الشمس بمدارات بيضوية
2. ويمسح الخط الواصل بين الشمس والكوكب مساحات متساوية خلال أزمنة متساوية.
3. وأن نسبة مربع سنة الكوكب على مكعب بعده عن الشمس مقدار ثابت.
تيخو براهي
يوهانس كبلر
11)الخطوة التالية قام بها عبقري فذ.. إسحق نيوتن والذي حقق قفزة استناداً لبصيرته الثاقبة ولأعمال العلماء قبله.
مع أن كبلر قد غيّر فكرة المدارات الدائرية إلى البيضوية، إلا أنه لم يكن يحبها، وأكثر من ذلك لم يكن يفهم لماذا تتبعالكواكب هذه المدارات؟ الجواب كان عند نيوتن الذي ولد في سنة وفاة غاليليو (1642)، حيث وضع قوانين الحركةالثلاثة، وقانون الجاذبية وأسس فرعاً جديداً من الرياضيات هو التفاضل.. حيث طبّق نيوتن في كتابه "المبادئ الرياضية لفلسفة الطبيعة" (والذي مازال يعد أعظم كتاب أنجزه رجل بمفرده في تاريخ العلم) نظريتهه في الثقالة على حركة الكواكب حول الشمس، والأقمار حول كواكبها، وحسب كتل الكواكب والشمس بالنسبة لكتلة الأرض، وقدر كتلة الأرضفي حدود خطأ من رتبة عشرة بالمئة من القيمة الحقيقة، وبين أن الأرض مسطحة في القطبين، وقدر بدقة معقولة مقدار هذه التسطح، وناقش تغير الثقالة على سطح الأرض، كما حسب عدم الانتظام في حركة القمر نتيجة جذب الشمس له، ودرس مدارات المذنبات، كما قدم تفسيراً منطقياً للجزر وللمد.. ولعل ضربة البصيرة الأكثر توفيقاً لنيوتن تجلّت بإثباته لأنالقوانين التي تسود الكون هي نفسها التي تحكم الأرض، وأيضاً أن العقل البشري قادر على استيعاب هذه القوانين.. أي أن نيوتن عندما قال في كتابه: إنني الآن أعرض نظام العالم كان بالفعل أول بشري يفعل ذلك!
إسحاق نيوتن
12)في مطلع القرن العشرين، خطوة أخرى في إطار فهم الكون، يقوم بها آينشتاين..
يقدم آينشتاين في عمله فيزياء أعلى مستوى من فيزياء نيوتن، فيبين في نسبيته الخاصة أن قوانين نيوتن والتيكانت تعمل بشكل جيد مع السرعات البطيئة والتي نشهدها في حياتنا اليومية، تغدو قاصرة أثناء التعامل مع الظواهر التي تقترب سرعة الأجسام فيها من سرعة الضوء، ووضع آينشتاين مبدأيه الشهيرين في النسبية الخاصة، والذي يقولأولهما: ستبقى قوانين الفيزياء نفسها ضمن مرجع مقارنة متحرك غير متسارع، أي بتعبير آخر: إن الأحداث التي تجريداخل مركبة متحركة غير متسارعة لن تتأثر بحركة هذه المركبة، أما المبدأ الثاني فيقول: إن سرعة الضوء مستقلة عن حركة مصدره، أي أن سرعة الضوء ستأخذ القيمة نفسها بالنسبة لأي راصد سواء كان مقترباً أو مبتعداً عن الضوء بأية سرعة.وإن الأخذ بالمبدأين معاً سيؤدي إلى أفكار ثورية بخصوص حدية سرعة الضوء وتباطؤ الزمن وتقلص الأطوال والبناءالرباعي للفضاء و... أما أولى النتائج فهي التخلي عن فكرة وجود الأثير هذا الذي شكـّـل معضلة القرن التاسع عشر.
ألبرت آينشتاين و عشر سنوات بعد النسبية الخاصة، استغرقها آينشتاين في بناء عمله الأهم: نظرية النسبية العامة..
في نهاية عام 1915 اكتمل عقد نظرية النسبية العامة، والتي كان آينشتاين قد قال أثناء عمله بها: "مقارنة بهذه المشكلة تبدو نظرية النسبية الخاصة كلعبة أطفال"فقدمها آينشتاين في نهاية شهر تشرين الثاني ضمن أحد لقاءات الأكاديمية البروسية للعلوم، وتختلف النظرية العامة عن النسبية الخاصة بشكل أساسي بأن الزمان-المكان منبسط، ولا وجود للتثاقل في النسبية الخاصة، في حين نجد التثاقل حاضر بقوة في النسبية العامة ويكون الزمكان منحنياً، وتنشأ الحركات الثقالية للأجسام نتيجة مسايرتها للانحناءات الزمكانية للفضاء الذي تتحرك عبره..لقد قدمت لنا النسبية العامة إمكانيات لم يكن يتصور عقل بشري قبلها أن الإنسان سيتناولها، فعبر النسبية العامة وميكانيك الكم استطاع الإنسان الوصول إلى اللحظات الأولى من عمر الكون.. وغدت هذه النظرية فيما بعد حجر الزاوية في بناء أي نظرية جديدة، فلقبول أية نظرية لا بد من أن تكون صامدة نسبوياً، فعلى طريق بناء نظرية التثاقل الكمية مثلاً وبالرغم من أن العلماء لم يتوصلوا لنتيجة نهائية حتى الآن، إلا أنهم يعلمون أبرز سمات هذه النظرية والتي تتعلق بحقيقة تأثير الثقالة في البنية النسبية للزمكان.
13)إدوين باول هابل (1889-1953) أعظم فلكيي القرن العشرين.
لقد وسّع هبل الكون كما لم يفعل ذلك أحد قبله، بل وسّع من فهم الإنسان لهذا الكون، فبالإضافة إلى منجزاته العديدة في تصنيف المجرات وابتكار طرق قياس أبعاد الأجسام الكونية، فقد كشف أن مجرتنا ما هي إلا واحدة من آلاف ملايين المجرات الأخرى، التي تبتعد عن بعضها بسرع تتناسب وبعدها عن بعضها، ونص اكتشافه ذلك بقانون يعرف باسمه، كما قدّمت أرصاده العديدة تأكيداً جديداً لفكرة نيوتن بأن القوانين التي تحكم أرضنا هي ذات القوانين التي تحكم كافة أرجاء الكون الفسيح.
إدوين باول هابل
ارجوا ان تستفيدواا من هذه المعلومات الاولية
وان شاء الله تكون لنا بداية و مفتاحا للمعرفة
مع تحياتي للجميع
رد: تاريخ نظريات الكون و المجموعة الشمسية
مشكور اخي ماكس على الموضوع الرائع ..
الله يسلم هالايدين ..
وما ننحرم من طلتك الغالية بالمنتدى ..
تقبل مروري ..
تحياتي القلبية لك / لولوكاتي ..
lulucat- نائبة المشرف العام
- عدد الرسائل : 1372
العمر : 32
العمل/الترفيه : طالبة
المزاج : cool
رقم العضوية : 25
المهنة : :
المزاج : :
تاريخ التسجيل : 04/05/2008
رد: تاريخ نظريات الكون و المجموعة الشمسية
مشكور الكنج ماكس على الافاده والموضوع الرائع
تقبل تحياتي
الاء
تقبل تحياتي
الاء
دلوعه المنتدى- مشرفة قسم:الشعرية والنثرية و الخواطر. و عالم حواء
- عدد الرسائل : 791
العمر : 37
العمل/الترفيه : طالبه
المزاج : happy for ever
رقم العضوية : 17
المهنة : :
المزاج : :
الهواية : :
تاريخ التسجيل : 24/04/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى