*** الثقافة العربية والثقافات الأخرى ***

من طرف مشاري الثلاثاء يونيو 03, 2008 8:29 am

يعتبر القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة هما المعين والمصدرين الأسايين للثقافة العربية الإسلامية والمراجع التي يهتدي بها المسلمون للوصول إلى الحقائق في مجالات المعرفة والوجود والقيم وما يتعلق أيضاً في الفكر والسلوك .
وذلك بفضل ما ورد في القرآن الكريم من تعاليم دينية وأخلاقية واجتماعية ولكون القرآن صالبحاً لكل زمان ومكان .ومسايراً لمتلطبات كل عصر ومستجداته ..اعتمد المسلمون في نهضتهم الفكرية والعلمية والحضارية على القرآن الكريم وثم السنة النبوية .. ولذلك اختلفت الثقافة العربية الإسلامية عن باقي ثقافات الشعوب الغربية .. حيث الثقافة الغربية تستمد مصادرها من الفكر اليوناني والقانون الروماني واللغة اللاتينية وتفسيرات المسيحية ..
انتشرت الثقافة العربية الإسلامية في العالم الغربي ونهل علماء الغرب ومفكريهم من المصادر العربية الأصلية ووجدوا أنها ترات علمي عظيم حيث كان العرب والمسلمون يمثلون العلم الحديث بكل ما في الكلمة من معنى ولأن العرب كانوا رواد المناهج العلمية الحديثة وكان علماء وأدباء ومفكري الغرب قد اكتسبوا من العرب أكثر من مجرد المعلومات لأنهم اكتسبوا العقلية العلمية العربية ذاتها بكل طابعها التجريبي والاستقرائي ..ولو أن الكنيسة الكاثوليكية لم تضع ثقلها إلى جانب الفرنجة في معركة تور سنة 732م لعمت الثقافة العربية الاسلامية أوروبا منذ ذلك الزمن الباكر .. ولوفرت الكنيسة الكاثوليكية نزاعاً طويلاً ومريراً.
يقول Will Durant في كتابه " عصر الإيمان " THE AGE OF FAITH (( بينما كانت أوروبا ترتع في غياهب القرون الوسطى كانت الحضارة الإسلامية بأوج ازدهارها ..وساهم المسلمون مساهمة فعالة في كل المجالات ، فقد كان هناك ابن سينا من أكبر العلماء في الطب والرازي أعظم الأطباء والبيروني من أكبر الجغرافيين وابن الهيثم من أكبر علماء البصريات وابن جبير أشهر الكيميائيين )) ويقول أيضاً عندما تقدم روجر بيكو ROGER BACON بنظريته في أوروبا بعد 500 سنة من ابن جبر ، قال أنه مدين بعلمه إلى المغاربة في أسبانيا الذين أخذوا علومهم من المسلمين في الشرق .
ولذلك نستنتج أن الثقافة قوة فاعلة من قوى البناء الحضاري في مدلولاتها الشاملة ، الفلسفية ..والأدبية .. والاقتصادية والتنموية .. وةلكن لا يتاتى للثقافة أن تمتلك القوة والمناعة إلا إذا توفرت لها 3 شروط
1- المرتكز الأساسي التي تستند عليها الثقافة .
2- الأفق المفتوح والرؤية الشاملة وقابلية التفاعل مع الثقافات الأخرى .
3- المنحى الإنساني لتتخطى به المجال المحلي وتصل إلى الآفاق العالمية بدون أن ينال ذلك من هويتها وخصوصيتها لتكون بذلك ثقافة تواصل بشري يحقق التضامن بين الشعوب ..

تحياتي ..

من طرف **max** السبت يونيو 07, 2008 9:55 am

شكرا لك خيي مشاري على الطرح المفيد
و المؤلم في نفس الوقت
واليوم وكل ما تبقا لنا هو ان نترحم على امجادنا وتاريخنا
الذي مزال يطمس و يحرف حقيقته

مع العلم ان العرب المسلمين لم يرفضوا الثقافة الغربية
فعندما المسلمين فتحوا بلاد الاندلس
اتطلعوا على كل مؤرخيهم و علمائهم و فلاسيفاتهم

فاخذوا منها الكثير.. و صححوا منها كثير
وذادوا عليها و ترجموها

ولكنهم لم ينكروها كما فعل الغرب
بالثقافة العربية الاسلامية

وخصوصا فى الاندلس فى اسبانية

وكل تاريخهم من قت تحرير الاندلس من المسلمين و تاريخهم قائم على الكذب و التحريف و التلفيق

تحياتي

من طرف مشاري السبت يونيو 21, 2008 8:55 am

لاشك أخي وعزيزي ماكس أن الثقافة العربية تعرضت للطمس والتغريب والتخريب .. فما فعلته غزوات التتار على الأمة العربية والإسلامية وخاصةُ بغداد والتي كانت تعتبر رمز الثقافة والعلوم والآداب والذي تحول لون نهر دجلة إلى لون المداد بسبب التخريب الذي قام به التتار والمقصود به طمس الثقافة العربية وأيضاً حريق مكتبة الأسكندرية والتي تعتبر من أكبر مكتبات العالم والتي كانت تحتوي على شتى أنواع العلوم والآداب .. أيضاً ساهم الكثير من الأجدباء والكتاب والمفكرين المعاصرين بطمس هذه الثقافة حيث باعوا ضمائرهم قبل أقلامهم بثمن رخيص وذلك لتغريب الثقافة العربية والإسلامية وتشويه صورتها الحقيقية إرضاء لرغبات الغرب حيث أرادوا لهذه الثقافة أن تنحى من الوجود العالم ولتكون شاذة في أفكارها ومطياتها ..
ألف ألف شكر عزيزي ماكس على المداخلة الرائعة .. تقبل حبي الأخوي وشكري وتقديري ..

* الثقافة العربية والثقافات الأخرى *